الرضاعة الطبيعية تحمي الأم والطفل
ثبت من خلال دراسة جديدة أن الرضاعة الطبيعية تساعد الجسم على تفتيت السكر بشكل أفضل.....
أكثر من ألف دراسة علمية تؤكد الفوائد العظيمة للإرضاع الطبيعي، وآخرها دراسة حديثة جداً تؤكد أن إقبال الأمهات على إرضاع أطفالهن للشهور الستة الأولى من حياتهم، قد يسهم في إنقاذ حياة آلاف الأشخاص، ويوفر مليارات الدولارات كل عام.
تقول الدراسة إن الولايات المتحدة تخسر نحو 13 مليار دولار سنوياً، لأن معدلات الرضاعة الطبيعية منخفضة جداً عن تلك التي يوصي بها الأطباء. أما دول العالم فتخسر الكثير من الأموال والأنفس كل عام بسبب الاعتماد بدرجة عالية على الحليب الصناعي!
توصي منظمة الصحة العالمية الأمهات بإرضاع أطفالهن حليب صدورهن فقط، للأشهر الستة الأولى من عمر المولود، للوصول إلى النمو المطلوب، والحالة الصحية اللازمة، وهي توصيات تتفق معها معظم معاهد صحة الأم والطفل الأمريكية.
وقد أجمعت البحوث العلمية أن الرضاعة الطبيعية من أكثر السُبل فعالية لضمان صحة الطفل، ويسهم اختصار فترة الرضاعة الطبيعية من حياة الرضيع في وقوع أكثر من مليون من وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها سنوياً حول العالم.
يؤكد خبراء الصحة أنه ينبغي بدء الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من ميلاد الطفل؛ كما ينبغي إرضاعه "بناء على طلبه،" أي كلما رغب في ذلك، خلال النهار أو أثناء الليل. وفي أحدث دراسة من نوعها تبين أن الرضاعة الطبيعية تقي الأم والطفل من مرض السكري!
فوائد للأم ووقايتها من السكري
هناك فوائد خفية للرضاعة تظهر على صحة الأم، على رأسها تراجع فرص إصابتها بالسكري من النوع الثاني، وذلك وفق دراسات أجرتها الطبيبة إيلانور شوارز من جامعة بيتسبورغ، أظهرت أن نسب التعرض للسكري لدى المرضعات تتراجع بواقع النصف على الأقل، مقارنة بغير المرضعات.
وتقول الطبيبة "شوارز" إن السبب ربما يعود إلى واقع أن الرضاعة تساعد المرأة على التخلص من الدهون الزائدة في الجسم، وبالتالي تمنعها من التأثير على عمل القلب والشرايين أو التسبب بزيادة الوزن المؤدية للسكري.
تقول الطبيبة الأمريكية:إن "إفراز الحليب لدى المرأة هو جزء طبيعي من دورة الحمل، وبالتالي هناك كميات من الطاقة تكون مخصصة لهذا الجزء بشكل طبيعي، وعندما تتقاعس المرأة عن الإرضاع فهذه الطاقة لن تخرج من الجسم.
هرمون "الثقة" ينشأ بين الأم ورضيعها
أظهر علماء، ولأول مرة، كيفية نشوء ما أسموه بهرمون "الثقة" في أدمغة الأمهات المرضعات عند إرضاع صغارهن. ويقول العلماء إن الرضيع عندما يبدأ في مص الحليب من ثديي أمه، تنطلق سلسلة متصلة من العمليات في دماغ الأم تؤدي إلى نشوء هرمون "الثقة".
إن هذا الكشف يشكل دليلاً إضافياً على أن الرضاعة تعزز الرابطة بين الأم المرضعة ورضيعها من خلال عمليات كيميائية حيوية. هذه الدراسة والتي نشرت في مجلة PLoS Computational Biology تؤكد أن الرضيع عندما يرضع من ثديي أمه، فإن خلايا عصبية خاصة في دماغ الأم المرضعة تبدأ في إطلاق هرمون الثقة الذي يفرز مشاعر ثقة الرضيع في أمه واتكاله عليها، إضافة إلى تقليص خوفه من العالم الجديد الذي وفد إليه.
وأخيراً نقول:
الحمد لله الذي شرع لنا الإرضاع الطبيعي بل وأمرنا به، يقول تبارك وتعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة: 233]. وحتى لو لم يكن لدى الأم لبناً يكفي، فيمكن أن نلجأ إلى مرضعة أخرى، ولذلك قال تعالى: (وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) [الطلاق: 6].
فهذه الآيات تؤكد على أهمية حليب الأم في إرضاع الأطفال، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم. بقي أن نطرح هذا السؤال على أولئك الملحدين الذين يدعون أن هذا الكون وجد بالمصادفة: هل الطبيعة هي التي قدّرت للأمهات هذا الحليب الرائع بتركيبته الفريدة والمعقدة؟ وهل المصادفة جعلت في حليب الأم كل هذه الفوائد الطبية للأم والطفل؟ وهل التطور المزعوم هو الذي أودع في حليب الأم خصائص لا توجد في أي مادة أخرى على وجه الأرض؟ أم هو الله خالق الطبيعة؟ يقول تعالى: (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد: 16].